مطالعات القرآن في رمضان      

ليس في الذي أقدمه للقارىء العزيز هنا تفسير لآيات كريمة وانما هو وصف تقريبي لمتضمنات هذه الآيات في كل جزء من الأجزاء الثلاثين في المصحف الشريف. وهدفي من وراء ذلك هو الإحالة إلي المعاني السامية التي تنبثق في الذهن عند التلاوة المتدبرة,

الجزء الآول:الاستهلال  بفاتحةالكتاب  التي يرد فيها الحمد لله  مالك الملك سبحانه الذي  نعبده ونستعين به طالبين منه الهداية إلى صراطه المستقيم وهو هديته  جل في علاه إلى من أنعم عليهم ورضي عنهم.

وفي بداية سورة البقرة تعريف بكتاب الله الخالد منهل الهدى للمتقين المفلحين في دنياهم وأخراهم وإزاء صورتهم النقية  تظهرالآيات التالية صورة المنافقين الكالحة ضاربة أمثلة لهم من الطبيعة بمن خبت ناره فغدا في ظلام دامس وبمن يكاد البرق يذهب بسمعه وبصره كما تظهر صورة أخرى للمفسدين  في الآرض وللمنكرين لوجود الله مع أنه هو الذي خلقهم ثم أماتهم ثم يوم القيامة يحييهم من جديد! ويبرزهنا ردا على ماسبق التعريف بالله الخالق الذي سخر للإنسان ماقي الآرض  جميعا وهو مبدع السماوات السبع العليم بكل شيء..وكيف أنه سبحانه شاء بحكمته أن يجعل في الآرض خليفة وهو آدم عليه السلام من أجل أن يعمرها هو وذريته وإذ أتم خلقه فانه أمر الملائكة بالسجود له تكريما للإنسان وتعظيما لدوره في إعمار الأرض.

وإذ خالف إبليس الآمر الإلهي وانشق على أصله الملائكي فإنه أصبح في عداد المارقين ورمزا لغواية الآدميين بعد أن نجح في إخراج أدم وزوجه من جنة الخلد في مخالفة أخرى لأمر الله,,

وفي سرد تاريخي محكم، تمضي بنا الآيات أولا إلى قوم موسى الذين نجاهم الله من البطش بهم بعد أن فلق نبيهم البحر لهم بفضل الله ووحيه لكنهم كافأوا ذلك بعبادتهم العجل كما أنهم عجزوا عن استيعاب قدرة الله في الإحياء في مثال البقرة الذي ضربه لهم وكان أن ختم الله على قلوب من ينتمون إليهم فلم يؤمنوا قط من بعد موسى أيضا بأي نبي أرسل إليهم بل هم بطشوا بأنبياء ارسلهم الله إليهم واتبعوا ماتتلوه عليهم الشياطين من أتباع إبليس..

وتلوم الآيات التاليات أيضا من قال من البشر بان لله ولدا والذين يريدون استهواء الناس بأهوائهم وليس بكلام الله الموحى.

وفي إطار السرد التاريخي المشار إليه ترد قصة إبراهيم عليه السلام وهو الذي رفع قواعد الكعبة المشرّفة مع ابنه إسماعيل عليه لسلام وكيف بشر الأب وابنه ببعثة نبينا المصطفي عليه الصلاة والسلام وبأتباعه من المسلمين ..وقبل نهاية هذا  الجزء الأول الكريم من القرآن يرد شرط لمن يود الانضمام لهؤلاء المسلمين وهو أن يعرب عن إيمانه بعد الله بالانبياء جميعا دون تفرقة بينهم بدءا بإبراهيم عليه السلام وانتهاء بالحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم.         (يتبع إن شاء الله)