مطالعات القرأن في رمضان- 2

 مطالعات القرأن في رمضان- 2

في هذه الحلقة أقدم لكم تأملات في الجزء الثاني من كتاب الله الخالد الذي لايأتيه الباطل من بين يديه ولامن خلفه تنزيل من حكيم حميد:

يبدأ هذاالجزء ببشرى لنبينا المصطفى صلى الله عليه وسلم استجابة لتضرعه إلى ربه أن تكون صلاتنا إلى بيت الله الحرام وليس إلى بيت المقدس.

هذه هي البشرى الإلهية: ” قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيثما كنتم فولوا وجوهكم شطره..” صدق الله العظيم

ولعل أحدا يتساءل: ولم ذلك؟ والجواب أنه الاعتزاز بالبيت الحرام الذي وصفه ربنا بأنه أول مسجدارتضاه ربنا لكي يعبد ويتجه إليه فيه:” إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا وهدى للعالمين.. فيه أيات بينات مقام إبراهيم ومن دخله كان أمنا..” فهذا البيت الحرام منذ رفع قواعده إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام قبلة الحجيج إليه كما أنه عندما أسري بنبينا صلاة الله وسلامه عليه كان هذا من البيت الحرام تكريسا لهذا المفهوم القدسي.

ومن قبل تحويل القبلة ظل نبينا المصطفى يصلي، وهو في دار الهحرة.. المدينة المنورة..، في اتجاه بيت المقدس قرابة سبعة عشر شهرا ..وعندما تم تحويل القبلة في السنة الثانية من الهجرة  ..سعد النبي صلى الله عليه وسلم  والمؤمنون بهذا أيماسعادة وشاء ربنا أن يعلي بعد ذلك مكانة بيت المقدس فربط بينه وبين البيت الحرام مبتدأ الإسراء بان جعله مفتتح المعراج إلى سدرة المنتهى!

من طابع سورة البقرة هذه وهي سورة مدنية أن تضم أحكاما شارحة لآركان الإسلام ليتم بها اكتمال تأسيس المجتمع المسلم على قواعد من الوحي الإلهي..ومن هذه الأحكام مايتصل بالحج من طواف وسعي بين الصفا والمروة وإفاضة من عرفات ..كما أن في هذه السورة الكريمة إجابات شافية على تساؤلات لأهل المدينة المنورة وماحولها..

فثمة تساؤل حول الإنفاق في سبيل الله:” يسألونك ماذا ينفقون” صدق الله العظيم..

والإجابة هي أنه البر بالوالدن وألأقربين واليتامى والمساكين وابن السبيل..ولاحدود للإنفاق في الخير فالله هو المعطي والرزاق..

ومن  التساؤلات : هل يقع القتال في الأشهر الحرم مجابهة للمشركين المحدقين بالمدينة وماحوله؟  وهنا يرخص لهم الله عز وجل ذلك دفاعاعن العقيدة والعرض والوطن..

ومنها الموقف من الخمر والميسراللذين ورد بشأنهما التحريم في قوله  تعالى في سورة المائدة:”.. إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون”  ولكن في هذا الموضع وإعمالا لمبدأ التدرج في التطبيق بدأ الشارع الحكيم بتبيان  أن اثم الخمر والميسر أكبر من نفعهما..

ومن الإجابات الإلهية ضرورة أن يعتزل الأزواج زوجاتهن أثناء حيضهن فذلك ماتتوافر معه الطهارة وتكتمل به الصحة الشخصية..

وغفي النطاق الأسري أيضا..تفرد ثماني آيات مساحة  واسعة للطلاق وحقوق المطلقات منبهة إلى ضرورة العدل معهن..

ويختم هذا الجزءبقصة تعطي النبي وجماعة المؤمنين العظة والعبرة  عند لدفاع عن العلارض والعقيدة والدين ألا وهي قصة طالوت وجالوت أيام النبي داوود عليه السلام..فقد انهزم جالوت المغتر بالكثرة العددية معه من فئة قليلة بقيادة طالوت وهنا يتجلى قول الحق سبحانه:” كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله”

وإذا كان هذا الجزء الثاني قد بدأ بخطاب لنبينا عليه الصلاة والسلام حول تحويل القبلة فإنه يختم بقول الحق تبارك وتعالى:

” تلك آيات الله نتلوها عليك بالحق وإنك لمن المرسلين”صدق الله العظيم

وإلى اللقاء مع مطالعات في الجزء الثالث إن شاء الله