مطالعات القرأن في رمضان- 3

 نفحات من الخطاب القرآني بلفظ: قل لنبينا محمدصلى الله عليه وسلم

 الخطاب الإلهي الكريم لنبينا عليه أفضل الصلاة وأتم السلام بلفظ: قل ..تجده مبثوثا بثا جميلا في ثنايا سبع وخمسين سورة قرأنية..ومتكررا ،ولكن لمعان مختلفة ، ثلثمائة واثنتين وعشرين مرة ..وكيف لايكون ذلك بهذه الكثافة وعظم التوجيه الرباني ورسولناهو المنوط بتبليغ دعوة الإسلام للعالمين؟

وقد آثرت هنا أن أورد أبرز مرامي هذا النداء الحكيم في ثلاثين ركيزة بعد  مقدمة موجزة تجمل المضمون العام لهذه الركائز…فأقوا وبالله التوفيق:

هذا النداء يخاطب الإنسان في كل زمان ومكان بضرورة العبودية لله الواحد القهار.. الحكم العدل ، ومن أجل ذلك يقدم له صورا من تاريخ أمم وأقوام سابقة أرسلت إليهم الرسل فمنهم من آمن ومنهم من كفر..

وإذ كان الإسلام هو الرسالة الخاتمة..وجب على المتلقين لهذا النداء أن يصدعوا بأمر الله بتوحيده وشكرانه على نعمتي الخلق والرزق..

ولما كان المحتمع المدني عند نزول الوحي في طور البناء فإن هذا النداء العظيم يرسي دعائم المجتمع الأول في المدينة المنورة من خلال تأمينه ضد كفارقريش وماجاورها من قبائل فضلا عن معاندين من أهل الكتاب..ومتحرشين بالدعوة الجديدة.. وهنا يبرز الدعم السماوي مثلا في أولى المعارك التأمينية وأعني بها غزوة بدر الكبرى حيث قاتل الملائكة المشركين جنبا إلى جنب مع قلة مؤمنة أراد الله لها أن تنتصر على فئة باغية كقيرة العدد..

إلى جانب ذلك..أولى الخطاب القرآني اهتمامه بمكارم الآخلاق والإحسان في العمل وإشاعة مفهومي الحق والعدل بين الناس وتبيان الحلال والحرام في معاملاتهم اليومية..

وفي الجانب الأسري.. يحرص على أن تكون نساء النبي، أمهات المؤمنين والمؤمنات، هن القدوة الحسنة لغيرهن ..زيا وتزينا وأخلاقا.. فالمرأة  الصالحةهي عماد الأسرة الصالحة..

وفي كل هذا التوجيه الرباني يتأكد دور القرأن الكريم بوصفه  الهدى والشفاء لما في صدور الناس..والطمانينة لهم بأن ثواب الله لهم لقاء أعمالهم الصالحة هو أثمن بكثير من أي لهو أو تجارة في حياتهم الدنيا.

وأخيرا.. وليس أخرا يبين هذا الخطاب للناس كيف يستعيذون بالله من همزات الشياطين بتقديم رقى شافية منها المعوذتان فضلا عن التأكيد لهم، كما في سورة الإخلاص، بهوية خالقهم سبحانه وتعالي …الواحد الأحد..، وكما في مواضع ِ شتى من القرآن الكريم     تنبه إلى  ضرورة الاستعانة به في دعائهم فهو الغفار للتائبين مجيب الدعاء للداعين..

هاكم الركائز الثلاثون المنتقاة للخطاب الرباني لنبينا محمدصلى الله عليه وسلم..:

الأولى: أن البشر يمكن أن يخلفوا عهودهم لله وأنبيائه مثلما حدث من عاد وثمود وأقوام نوح وإبراهيم وموسى.. أما الله سبحانه فلايخلف عهده

الثانية: تبكيت أهل الكتاب وإنذارهم بالعذاب الشديد بسبب قتلهم أنبياءهم    

الثالثة: شرح المقصود من الأهلة (مطالع الشهورالعربية)

الرابعة:تحريم الخمر والميسر والأنصاب والأزلام بوصفها رجسا من عمل الشيطان

الخامسة:ضرورة الإحسان إلى اليتامى وتطبيق مفهومي العدل والحق

السادسة: ضرورة تجنب معاشرة الزوجات أثناء حيضهن ضمانا للصحة الشخصية والتطهر

السابعة: لوم المنافقين وتوعدهم بأ شد العذاب يوم القيامة

الثامنة: كشف حيقة المنافقين المرائين والمتخلفين منهم عن جيش رسول الله عليه الصلاة والسلام

التاسعة: الحض على استعراض تاريخ ماحدث للمخالفين للرسالات السماوية السابقة أخذا للعظة والعبرة

العاشرة: الوحي للنبي (صلى الله عليه وسلم) بإجابات على ماكان المدنيون يستفتونه عنه في النساء وافراد الأسر من آباء وأمهات وبنين وبنات وذريات..

الحادية عشرة: تبيان أن من أحب الله وجب عليه أن يتبع رسوله صلوات الله وسلامه عليه

الثانية عشرة: تأكيد وحدانية الله سبحانه  والبراءة من الشرك والمشركين

الثالثة عشرة: إقراره صلوات الله وسلامه عليه أنه لايعلم الغيب كما أنه لايملك خزائن ربه فهو سبحانه المتصرف فيها

الرابعة عشرة: تحدي أي علم يكون لدى المشركين والمكذبين بالرسالة الخاتمة

الخامسة عشرة: تبيان محرمات الزواج .. وكذلك ماأحله الله

السادسة عشرة: مواجهة المكذبين بالرسالة المحمدية بأن الله هو رب السماوات السبع والعرش العظيم

السابعة عشرة: ضرورة تمسك المؤمنين بالخلق القويم ومن ذلك غض  البصر عن المحارم وحفظ الفرج

الثامنة عشرة: نصح نساءالنبي، أمهات المؤمنين، لكونهن القدوة الحسنة لغيرهن فيما يتصل بملبسهن وزينتهن ومسلكهن

التاسعة عشرة: التوضيح على لسان  المصطفي محمد صلى الله عليه وسلم أن موعد الساعد هو مما يختص به قط ربمنا سبحانه وتعالى

العشرون: الرزق مصدره الله سبحانه فقط يبسطه للناس مؤمنهم وكافرهم ولمن يشاء من عباده

الحادي والعشرون: التوضيح للمخالفين للدعوة بألا عاصم لهم من عذاب الله في الدنيا والآخرة متى شاء الله ذلك

الثاني والعشرون: تأكيد أنه صلى الله عليه وسلم، قدوة المؤمنين، إنما أمر بعبادة الله وحده والإخلاص لدينه

الثالث والعشرون: طمأنة المسرفين على أنفسهم واليائسين من رحمة الله أنه سبحانه كتب على نفسه الرحمة فما عليهم إلا أن يدعوه ليستجيب جل في علاه

الرابع والعشرون: تبيان أن القرآن الكريم هو للناس خهدى وشفاء

الخامس والعشرون: البشر جميعا، أولهم وآخرهم، سوف يلقون حسابهم يوم القيامة

السادس والعشرون: تبصير الخلق بنعم الله عليهم ومن بينها في أجسامهم السمع والبصر والقلب مما يستوجب شكرانه عليها

السابع والعشرون:إعلام الناس بأن ماأعده الله لهم من ثواب دنيوي ونعيم أخروي أثمن لهم من أي لهو أو تجارة

الثامن والعشرون: تعريف السائلين عن هويته سبحانه بأنه الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد

التاسع ولعشرون: الرقية من شر الخليقة ونفث الشياطين وحسد ألحاسدينٍ

الثلاثون: التعوذ برب الناس وإلههم وملكهم من شر الوساوس الشيطانية

تلكم هي الركائزالتي حدثتكم عنها وهي  غيض من فيض  مما يجده المتصفح لكتاب الله الكريم الذي وصفه ربنا بقوله سبحانه: مافرطنا في الكتاب من شيء  ..

صدق الله العظيم

 د. محمد أمين توفيق