إسراء الأمة ومعراجها

 عندما بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم أقصى مابلغه بشر…

 في نهاية المعراج المبارك حيث أوحي ربه إليه ماأوحي كانت الآمة كلها وليس المصطفى وحده على موعد مع الصلة الدائمة برب هذا الكون العظيم..وأي موعد أجلّ من إهدائنا صلواتنا الخمس المفروضةالتي تضمن لنا ديمومة الصلة به سبحانه ومن ثم لفوز برضاه في الدنيا وجنته ورضوانه في الآخرة وأي موعد أهدي من شمول الله ببركاته القدس مسرى الرسول ومعراجه كي تظل أبية عزيزة تنبض بحبها قلوب أتباعه!

الإسراء والمعراج معجزة الزمان والمكان تم بسرعة وميض البرق محيرا بذلك عقول القرشيين الذين لم يدخل الإيمان بالغيب في قلوبهم لكن الصديق أبابكر الذي عمر الأيمان قلبه نطق لسانه بالحق في معرض تعليقه على الحدث العظيم: لئن كان قد قالها فقد صدق!

ويعود رسول هذه الآمة ألى فراشه الذي كان لايزال دافئا وكانه صلى الله عليه وسلم لم يبرحه إلا لهنيهة وعندما أصبح عليه الصباح ولم يصدقه أهل قريش وقف فيهم واصفا في دقة قافلة لهم في طريق الشام وبرغم قناعتهم بصدقه إلا ان غشاوة قلوبهم لم تزل تفعل فعلها فيهم وهنا ينزل التصديق القرآني في مطلع سورة سميت باسم هذا الحدث العظيم ، الإسراء، كما ينزل في ثنايا سورة النجم االتي ذكرهم مطلعها أيضا بانه ماينطق عن الهوى، صلوات الله وسلامه عليه، إن هو إلا وحي يوحي.

ومثلما اضطلع جبريل بدور سفير الوحي نجده مضطلعا بعدد من السفارات الآخري في تاريخ النبوة المحمدية لكن أبرزها اصطحابه خليله محمدا في هذه الرحلة التي لم تتكرر في تاريخ البشرية وفيها تواصل نبينا مع سائر الإنبياء مصليا بهم في البيت المقدسي  ومن بعد انتهى عروجه بالاقتراب من سدرة المنتهي حيث صار قرير العين، بمارأي من آيات ربه الكبرى,,

لقد قرت عينك ياحبيبنا المصطفي في هذا الوقت الخاطف من تلك الليلة فقد أراحك من أرسلك من هموم  تسع سنوات  نافحت فيها  مكذبيك بالدعوة إلى الله فضلا عن سنة من الحزن فقدت فيها زوجك الحنون خديجة وعمك الرفيق بك أباطالب.. ثم إن ربك بدأ يعدك لبناء أول مجتمع إيماني  في يترب فكان أن فرض عليك وعلى المؤمنين الصلاة ..

ثم عندما أيدك الله بنصره وبجنوده  من بعد هجرتك المباركة أفلحت في إرساء دعائم المجتمع الآول وظللت عقودا مع صحابتك تعلي الآيمان وتهزم الكفر وتنشر مكارم الأخلاق والعلم وتطبق التكافل الاجتماعي بين الناس

وأنزل ربك عليك: اليوم اكلمت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا

فكان هذا تتويجا لما بذلت في سبيل الله .. وتكريما من ربك لك مثلما كرمك من قبل بالاسراء الى قدسه الشريف ومنه إلى رضوان الله بمعراجك .. وهانحن كلما مرت علينا هذه الذكرى نشكر خالقنا على كرمه وفضله كما نزجي لك شكرنا فقد أديت ألامانة ونصحت الأمة .. في دنيانا  ولن تنسى أتباعك من المؤمنين بشفاعتك أن لاشاء الله في أخرانا.

د. محمد أمين