ريان ..وجوهرته الزرقاء

تغمدك الله برحمته وأدخلك الجنة من باب الريان .. ياصغير شفشاون .. ياريان,,أنت يامن تعاطفت معك في محنتك قلوب كثيرة كثيرة من أمم أخرى إلى جانب أمتك.. ولهجت ألسنة يخطئها الحصر بالدعوات الحارة لك..حتى إذا وافتك المنية نزلت من مآقيها الدموع ترحما عليك..وارتفعت الأكف بالضراعة سائلة القدير سبحانه الصبر والسلوان لوالديك وذويك..

لكن رحيلك يذكرنا برحيل الآندلس ذات القرون الثمانية من الخارطة العربية.. أقول الخارطة ولاأقول الوجدان والانتماء الحضاري.. ذلك أن شفشاون التي شهدت سنوات خمسا من نشأتك ماتزال تحمل عبق الآندلس..بمروجها الخضراء وألوان واجهات بيوتها الزرقاء ونافورات حدائقها  المنزلية ..كما لاتزال تحتفظ بروعة معمار غرناطة مما أبدع في وصفه آنذاك ابن الخطيب..ومازال أهل شفشاون يعملون في الحرير والطرازة والدباغة فضلا عن مزارعهم كما كان الأسلاف في شبه الجزيرة الأيبيرية! ومازالت منتدياتهم تشعرك بنفاسة التراث الذي تشبعت به وحاكته مدينتهم واستحقت بذلك كله لقبها: الجوهرة الزرقاء.

وإن أنت أيها الأخ العربي أرهفت السمع هناك انسابت في أذنيك أصداء الموشحات الأندلسية العامرة بالإيمان وبحب المصطفي شفيعنا..عليه أفضل الصلاة والسلام..

لقد مرت خمسة قرون ونصف القرن على تأسيس مدينة مرتعك وملعبك لكن دروبها مكللة، كما كانت في أندلسنا، بالياسمين والزهور..ومنتدياتها عامرة بأندلسيات من الشعر والفنون ..

وسيذكرك الذاكرون، ولاريب ، عندما يزورون شيفشاون فقد نبهتنا إلى انتماء حضاري متجدد وعبق أندلسي لم يتبدد !

د. محمد أمين