الاقتصاد الأزرق؟

إطلالة د. أمين

أقول لكم!

الاقتصاد الأزرق؟

أقول لكم إنه مسمّى مستقبل واعد ينتظر البشر الذين يستفيدون من مياه البحار والمحيطات والشطآن ومعلوم أن حوالي ثلاثة أرباع كرتنا  الأرضيةهي من المياه  فما أوسع هذه االرقعة المائية استغلالا لها ولخيراتها!

لقد بدأ الاهتمام بما يسمي “جغرافيا المحيطات”

Oceanography

 في الخمسينيات من القرن العشرين عندما عمدت بعض البلدان إلى استغلال

مياهها الإقليمية والمستعمرة في أنشطة شتّى مثل خدمة أساطيلها وإنشاء شبكات استشعار بحرية ومخزنات للمعلومات ثم تطور هذا في العقود التالية لمد كابلات الشبكات العنقودية ولابحاث استغلال معادن من أعماق مختلفة كالنفط وغيره أزالة ملوحة المياه وفي اغراض السياحة والتخزين والتموين والتوزيع التجاريّ..وفي الصيد والتعليب والتغليف وخدمة السفن والبضائع!

واعجب أشد العجب الى أن الغرب قد سبقنا كثيرا نحن العرب في تطبيقات مفهوم الاقتصاد الازرق مع أننا كنا محط أنظار هذا العالم يوم كانت لنا أساطيل بحرية عسكرية ومدنية وتجارية ويوم كانت لنا ترسانات تصنع السفن في مدن بحرية!

ولايحسبن أحد أن تطبيقات الغربيين للاقتصاد الأزرق هي عمل مشروع هنا أو مشروع هناك على شاطىء بحر أو محيط وانما يعني استغلالا مستداما وشاملا

لمناطق شاسعة تطل على البحر أو المحيط فالكهرباء تولد من المياه كما تولد الطاقة الشمسية أيضا من ألواح تقام على المياه ومن طواحين الهواء والنفط بستخرج من منصات في عرض البحار ، ومن الطحالب والمحار وأحياء الماء يتم استخراج غذاء الحيوان والانسان في مصانع تقوم من حولها مجتمعات عمرانية  تشتغل بعشرات المشروعات التي يخطط لجدواها ولتفاعلها

  بعضها ببعض من أجل تنمية مستدامة تنفع الناس ليس فقط على صعيد قطْري وإنما على صعيد عالمي!

ونحمد الله على  أن الأمم المتحدة التي تضم بلداننا العربية أيضا قد تنبهت إلى جدوى هذا الاقتصاد المائي، الذي اكتسب تسميته من انعكاس زرقة السماء علي مياهه، فجعلته نصب عينيها أملا في أن تعمّ الفائدة منه عالميا مع حلول

عام 2030

وهنا ، في أوروبا، نشط الاتحاد ألاوروبي الذي يضم سبعا وعشرين دولة الآن

فرسم  سياسته البحرية في عام  2006

هذه السياسة تقوم على برنامج استغلال طموح يضم المصايد  والأنشطة الاقتصادية البحرية والتكامل بين دوله الاعضاء في  التعدين البحري وفي

التجارة البينية القائمة على هذا الاستغلال وفي إفادة ادول العالم الأخرى منه!

  أن عالمنا العربي الذي يكتنفه محيطان وتطل بعض بلدانه على بحرين خليق أن يشمر ساعد الجدّ ليحقق تنمية مستدامة بتبنيه لهذا الاقتصاد الازرق الواعد

الذي لن أمل الحديث عنه مستقبلا أن شاء الله لأهميته القصوى..

ولمثل هذا فليعمل العاملون!

 د. امين