برامجنا التي لا تضيع في الهواء!

بقلم: د. محمد أمين توفيق

قلت للناقد الإعلامي: النموذجان اللذان شملهما حوارنا السابق لبرنامجين يبثان على الهواء من قناتين مختلفتين يدلان من جهة على الافتقار إلى جهاز متابعة للمعلومات يصحح الخطأ في حينه أي اثناء البث البرنامجي، ومن جهة أخرى على الحاجة الماسة إلى التدقيق في اختيار الضيوف، واليوم ،ما عسانا أن نناقش؟

قال مشيرا الى برنامج تعليمي على الشاشة الى جانبه: نناقش اليوم قضية الجهد البرامجي الذي يبدو وقد تبدد في الهواء مع أنه من قناة عربية ذات هدف تعليمي

قلت: كيف؟

قال: هنا البرنامج الذي انتهى على التو الآن.. برنامج باللغة الفرنسية، لكنه لايتناول بلادنا أو قضايانا .. وبيئتنا وأسماءنا العربية وانما يمثل دعاية حسنة للمدن والأقاليم الفرنسية، ولطريقة الحياة في فرنسا.. وقد كانت مناظر عديدة به تظهر شبابا في حانات يشرب ويعربد ويرافق الفتيات على نظام GIRLFRIEND ..

وهذا البرنامج يخاطب شريحة كبيرة من مجتمعنا الذي يمثل فيه الشباب أغلبية قد تصل الى نحو 60% في المتوسط.. لكنه في ضوء ماشرحتة لايدعو الى فضيلة ولايبني خلقا سليما فهل اصبحت مهمة البرامج التعليمية في فضائياتنا العربية، إن هي ارادت تعليم اللغات الأوروبية أن تحصل على برنامج او اكثر من دور الفضائيات الفرنسية او الانجليزية او الالمانية او الاسبانية لتبثه مباشرة؟ أم أن الأمر يقتضي منها آن تتحرى الصالح فقط من هذه البرامج فان لم فعليها ان تنتج برامج خاصة مبنية على نصوص تتصل بواقعنا وما نريد لشبابنا ان يتسلحوا به من قيم ومعلومات ومعان؟

قلت: ربما كان مثل هذا البرنامج الذي اشرت اليه قد اهدته فرنسا الى تلك الفضائية .

قال مسرعا يبدو احيانا اننا نفتح الباب ،برامجيا امام غزو جديد لايرحم تقاليدنا ولا ثقافتنا ويزرع الفتنة في نفس من يتلقونه ومنهم الشباب.

قلت: ولكن ماذا تفعل البرامج التعليمية التي هي كطاحونة تحتاج دوما الي إمدادات طحن جديدة؟

قال: عدم البث لمثل تلك البرامج المستوردة واجب تمليه مصلحتنا في بناء الأجيال

عندنا.. ويمكن تقليص ساعات البث الى ان يكفي الانتاج الوطني لسد حاجة شبابنا من

برامجنا الحالية ومنها برامج اللغات وتعليمها وعلى هذا المنوال نوقف هذا الغزو لنا من الفضاء

قلت: هذا داء مهد له اهداء برامج مجانية لدور تلفزتنا العربية غالبا بالفرنسية والانكليزية ونادرا بالعربية لأن الجهات المرسلة يغلب عليه أن تكون أجنبية فماهو في رأيك الدواء من هذا الداء؟

حك الناقد الإعلامي رأسه مبتسما ليقول:

أن نتحدث الى كل قناة عربية اتصالا بها ولو هاتفيا طالبين منها أن تراعي خصوصيات مجتمعنا العربي وهذا يقتضي أن تتفحص جيدا كل ما يهدى لها وأن لاتذيع منه الا ما يناسبنا أما غير ذلك فلا!

قلت: لعل مسؤولين من هذه القنوات يشاهدون موقعنا هذا ليقرءوا ماذهبنا أليه..هنا في مقالتنا هذه .. فماراء كمن سمع!!