نحو استراتيجية إعلامية موحدة

مقالة نشرت في عام 2001 ) وماأشبه اليوم بالبارحة)

قلت للناقد الاعلامي: وعدتني في لقائنا السابق بأن تحدثني عن كل المناقشات المهمة التي دارت في الندوة التي شارك فيها خبراء إعلاميون ومثقفون من سبع دول عربية واسلامية وكان موضوعها «تبادل البرامج والرسائل الاعلامية في ضوء تقنيات الاتصال الحديثة».

قال باسما وانا عند وعدي، واليوم احدثك عن ثالثة اوراق واطلالات هذه الندوة وقد قدمتها الباحثة ريم الزهري عن «وزارة حقوق الانسان والاتصال والعلاقات مع مجلس النواب» بتونس الخضراء وعنوانها: السياسة الاتصالية على الصعيد الاقليمي الاسلامي.

قلت: ماهي أبعاد هذه السياسة الاتصالية على صعيدنا الاسلامی؟

قال: أن هذه السياسة تصدر عن خصائص ومشخصات مشتركة يأتي في اولها الدين واللغة الواحدة والتاريخ الحضاري الذي نتقاسمه جميعا، كما أنه لابد من تصدي المؤسسات، وليس الجهود الفردية لتنفيذ اهدافنا، ومن بين اولى المؤسسات عندنا التي کرست جهدها لهذه الغاية المنظمة الاسلامية للتربية والعلوم والثقافة التي تتخذ من الرباط مقرا لها والتي كانت هذه الندوة وامثالها من حسناتها . ومن جهة أخرى فإن هذه السياسة تجابه تحديات وعقبات لابد من معالجتها والتغلب على سلبياتها او ازاحتها من الطريق.

قلت: وماهي التحديات

قال: حسبما أشارت المساهمة التونسية فان لهذه التحديات نمطين نمط يتصل بالاعلام الغربي الذي تمت حوصلته في دول اوروبا وتحول الى سوق المنافسة القوية الشرسة ، ونمط يتصل بنا حيت الافتقار الى خطة اعلامية موحدة تخاطب الذات كما تخاطب الاخر وحيث لا يزال الاعلام التقليدي الذي تسيطر او تغلب عليه الحكومات غير قادر على مجابهة منافذ الارسال الغربي المرئي منه والمسموع ناهيك عن المقروء فهذا الاعلام الرسمي في طابعه يكاد يكون عاجزا بسبب موارده المالية المحدودة وبسبب اتجاهه، عن انتاج برامج تشبع احتياجات الناس، وتكفيهم مؤونة البحث عن اعلام الغرب الجذاب والفتاك ايضا.

ومن جهة اخرى فان الاعلام في عالمنا هو اعلام ترفيهي تسطيحي، وهو اعلام لم تظهر فيه للاستثمار الخاص يد، بل ان ما ظهر منه على الصعيد العربي حتى الان يسير على نفس الوتيرة التي درج عليها اعلامنا ، ویزيد عليه امعانه في تقليد أنماط غربية برامجية وسلوكية بعينها باسم التمدن والعصرنة!

ومن بين عقبات الاتصال البينى الاسلامی تفشي الأمية!

قلت مقاطعا: معذرة حتى لايفوتني التعليق على هذه النقطة.. .

لو أن سياسة الاتصال بين بلدان عالمنا الاسلامي اعتمدت محاربة الأمية والتخلص منها، هدفا لها.. أولا يذلل النجاح في هذا الميدان عقبة كؤودا؟

أو ما بالإيجاب وقال مشيرا الى خريطة عالمنا الاسلامي: يضاف الى امية القراءة والكتابة ،أمية في استخدام وسائل الاتصال الحديثة وتشتت في مناهج التعليم وبرامجه، ونقص كبير في معلوماتنا عن انفسنا، وعن غيرنا، وغيبة لاستراتيجية تحقق غايات كبري مثل:

– تجاوز الحدود القطرية للدول الاسلامية للتركيز على بناء «نظام اعلامی اسلامی» يهتم بوحدة الامة الاسلامية

– تعددية وسائل الاعلام الاسلامية واستقلاليتها

– التنسيق الكامل اعلاميا وثقافيا وتربويا بين القنوات التلفازية العربية اذ أن وجود عدد يتزايد كل يوم من هذه القنوات على الساحة لم يسفر عن تلاق ومزاج عربي موحد.. بل اسفر، احيانا عن تشرذم وعراك.

قلت: وماذا عن التنسيق على نحو مماثل بين قنوات التلفزة الإسلامية؟

قال : لعل هذا واجد طريقه قريبا في شكل قناة موحدة تعد نموذجا لهذه القنوات جميعا.. في ادائها الاعلامي وصدور هذا الأداء عن تقهم واستيعاب كبيرين لفكرنا الاسلامی ودورنا الحضاري البديل.. قناة تستطيع تشكيل «رأي عام» غربی يقف الى جانب قضايانا العادلة وقولبته في وقت أصبح فيه الرواق الاعلامي . من اقوى الأروقة نفوذا في جهات اتخاذ القرار!

آخر العمود:

في زحام الأحداث لم أجد على أي قناة عربية او اسلامية برنامجا وثائقيا واحدا عن منظمة المؤتمر الإسلامي التي تبلغ هذا العام ثلاثين ربيعا منذ اقرار میثاقها في ۱۹۷۲

. فكرة نهديها الى الباحثين وكتاب البرامج الوثائقية لفضائياتنا!

إن جس بوتيفيه عبر الإنترنت هو برنامج مجاني عبر الإنترنت يستحق وضع إشارة مرجعية. استخدامه لتنظيف البرامج النصية على شبكة الإنترنت.