عام..؟ بأية حال عدت ياعامٌ

قال لي صاحبي باسما وهو ينظر إلى التاريخ في مضبطته الاليكترونية على الحائط: هاهوذا عام انقضى وعام مقبل جديد فبم تنصحني وقراء؟!

رددت عليه الابتسامة بأحسن منها ومددت  له يدي بكوب من العصير ازدرده مرة واحدة وكأنه يتعجل ردي عليه!

قلت له رافعا كوبي إلى شفتي: أما أنا فأشرب في جرعات

أو رشفات متأنية !

كست الدهشة وجهه فقلت له: المدنية الحديثة بوتيرتها السريعة جعلت بين ظهرانينا مايسمى بالتعجل..في المشرب ..في المأكل..

 في قيادة السيارة..  وكمثال على هذه الأخيرة  ..ألم تسرع بسيارتك وأنت قادم إلي..وكان أحدا كان يطاردك أو كما لو كنت في سباق مع أخرين؟

قال في لهجة اعتذار: أعرف انضباط مواعيدك  واذ انطلقت من البيت متاخرا فانني قدت السيارة بسرعة فائقة حتى أكون عندك في الميعاد!

قلت: لو كنت مكانك لخرجت من البيت مبكرا..أو لسنا نحن الذين نصنع الوقت بحسب قول الاديب توفيق الحكيم في كتاب له؟!

قال: أوافقك تماما.. في ملاحظاتك هذه  .. فهلا اجبت على سؤالي؟

 قلت:إجابتي تتلخص في كلمتين اثنتين  هما: الإيمان والصبر

فالإيمان المستمد من الله ضروري لتقدم الانسان في مسعاه وعمله وهو بلسم الطمأنينة للنفس وبوصلة إدارتك لانفعالاتك

       فأنت تتحكم في حزنك وتهدىء من غضبك وتأمن من خوفك!

أسرع الصديق يقول: وكيف يكون هذا التحكم؟

قلت: من خلال الصبر.. الذي يذوق به المرء حلاوة الدأب

على تحقيق غايته!

بقلم: د. محمد أمين توفيق