الآمة أم الأمم؟

قال لي صاحبي: أعجب لأن الأمم المتحدة تعاني من ظاهرة اللاوحدة بين عدد غير قليل من أعضائها ألى حد يبلغ التفرق والتشردم بل والتعادي ومع ذلك تستمر في وصف نفسها باسمها هذا!

قلت: هذا التفرق ليس ذنبها .. فعندما أسست في عام  1945امتدادا لعصبة الأمم كان الامل يراود الدول االإحدى والخمسين المؤسسة بان أعضاءها ستربط لحمة الوحدة بينهم لكنْ مع بلوغ عدد الأعضاء الآن مائة وثلاثا وتسعين دولة لم تتحقق الوحدة المنشودة وواأسفاه!

قال:أو لم يكن إذن أدق لغويا وأكثر صوابا أن يكون اسمها: الامة المتحدة من أجل أن يكون الإحساس يالانتماء إليها كبيرا بين أعضائها؟

أجبت: لفظ الامة لايحتاج إلى الوصف بالمتحدة فهو لقظ جامع مانع يعني أن يكون أناس هذه الأمة على قلب رجل واحد .. لاتفرق فيما بينهم أعراقهم وألسنتهم وألوانهم وموافع تواجدهم.. وهم إخوة متكافلون يرعي بعضهم بعضا !

وفي مرحلة تأسيس هذه المنظمة لم يكن مفهوم الأمة هذا في الحسبان بالنظر إلي تضارب  المصالح من جهة  والافتقار إلى انتماء ثابت ومستديم لخالق البشر والكون من جهة أخري!

قال: تضارب المصالح أعرفه ولكن هلاّ زدتني إبضاحا عن مسالة الانتماء للخالق؟

قلت: هذا يكون من خلال اتباع أمره واجتناب مانهي عنه وبتغليب موازين العدل والحق والتراحم والتشاور والتكافل الإلهية  للجميع  على اية مصلحة وبحيث يضمن البشر لهم توافر المقومات الأساسية للحياة والتعاون الخلاق في توفيرها وهي الماء والهواء النقي والطاقة والطعامّ!

د.محمد أمين