الكلاب تنبح حتى لاتسير القافلة

هل عرفت الكلاب عبر التاريخ عربيا وعالميا بغير الوفاء؟! بالطبع الاجابة هي : لا  فان شئت مثلا

من تاريخنا العربي غير قصة اهل الكهف القرآنية وجدت شاعرنا يمدح ممدوحه بقوله:

انت كالكلب في وفائك للود          وكالتيس  في قراع الخطوب

اما الامثلة من تاريخنا المعاصر فانها يخطئها الحصر فكم من كلب انقذ صاحبا او صاحبة له من الغرق

او الحريق وهذا ما تنطق به ايضا الافلام والاذاعات والصور المتلفزة والثابتة الى جانب المعايشات اليومية!

لكن البريطانيين شاءوا في قرننا الحادي والعشرين ان يضيفوا الى كلابهم خصلة جديدة لاول مرة في تاريخهم الا وهي التظاهر من اجل مطلب ديموقراطي مشروع!

ولكن اني للكلاب ان تتظاهر.. وهي مخلوقات اعجمية لاتحسن التعبير؟!الجواب عند اصحاب هذه الكلاب الذين يعارضون ماآلت اليه الامور بسبب المفاوضات الجارية لخروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي .. فهم قد دربوا كلابهم على السير بنظام ودون نباح في الشوارع المؤدية الى مقر الحكومة البريطانية في داوننج ستريت ثم الوقوف صفوفا ولدى صدور الاشارة اليهم من اصحابهم ينطلق نباحها مدويا لايوقفه شىء لفترة محددة!!

ولكن كيف يتم شرح النباح هذا لرئيس الوزراء تيريزا ميي المستقيلة ولاركان حكومتها وهم لم يؤتوا عقل سليمان او حكمته؟!

الجواب ان  كل كلب  تم ربطه بلافتة ترتفع فوقه تحمل المطالب المشتركة ! فاذا احتاجت اللافتة لاكثر من كلب واحد فلا باس من  ان يتشارك كلبان او ثلاثة او اكثر من ذلك في لافتة!

وتقترب من المظاهرة التي شدت اليها انظار الناس والكاميرات والميكروفونات وتبدا في قراءة مطالب اصحاب الكلاب، عفوا اقصد مطالب الكلاب..! وهانت ذا تقرا:

– لا لفرض الحكومة البريطانية قيودا تشل  سفرنا مع اصحابنا الى الدول الاوروبية وغيرها

– لا لزيادة اسعار اغذيتنا وامصالنا الواقية المستوردة من اوروبا

– لا قيود على تاشيرات الاطباء  البيطريين الاوروبيين القادمين الينا من اوروبا

– لا نقبل اي زيادة في اسعار تراخيص سفرنا او اقامتنا او علاجنا

 –  نحن مع عرض خروجنا وخروج اصحابنا من الاتحاد الاوروبي على استفتاء جديد سوف يعبر عنه اصحابنا في صناديق الاقتراع بينما نعبر نحن عنه وقت الاستفتاء اما بالصمت في حالة موافقتنا على الخروج.. او بالنباح  المتواصل في آن واحد في ربوع بريطانيا لمدة  ربع ساعة في حالة رفضنا هذا الخروج !

وبعد، فان الواضح من هذه المظاهرة الكلبية الاولى من نوعها في بريطانيا ان الكلاب لاتنوي الخروج من الاتحاد الاوروبي فهي تشعر بان مطالبها التي عبرت عنها بالنباح  وباللافتات امام مقر الحكومة  وعلى مراى ومسمع من المسز ميي واركان وزارتها  مهددة..

ولايملك الصحفي والاعلامي منا الا  ان يترحم على المثل العربي الماثور والقائل:

الكلاب تنبح لكن القافلة تسير! اولستم معي في ان المراد هنا، ديموقراطيا، ان تنبح الكلاب حتى لاتسير قافلة الخروج الى نفق محفوف بالمخاطر وبالعدوان على حقوقها (الانسانية) والحيوانيةايضا؟!

د. محمد أمين توفيق     لندن